كل الدول التي لم تؤمن بالتعدد الثقافي واللغوي هي من تدفع الثمن اﻵن . بسبب كفرهم بسنة الله في اﻹختلاف . والله قد حكم على من يكفر باختلاف اﻷلسن واﻷلوان والتعدد . حكم عليهم بالشتات والدمار والحروب والخراب . حتى يتراجعوا عن غيهم ويؤمنوا بأيات ربهم .
أنظروا للدول التي تعاني اﻵن لو وجدتم منها دولة واحدة تؤمن بالتنوع . سأعتزل الفايس إلى اﻷبد .
سوريا اﻷسد . النظام : بعثي عروبي اشتراكي . يكفر بالتعدد اللغوي والثقافي . ماذا حدث لهم . تخرب بلدهم وتمزق .
ليبيا القذافي . لا أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد . العقيدة : العروبة المطلقة المعادية لكل اختلاف . كل شيء عربي عندهم حتى الحجر والشجر . ماذا كان مصير ليبيا .
عراق صدام . العروبة ثم العروبة ثم العروبة ولا شيء غير العروبة . العقيدة : العروبة المطلقة المعادية لكل تنوع . بعثية قومية . ماذا كان مصير الذين أمنوا بهم . ألم يقتل ويلعن بعضهم بعضا .
يمن صالح . العقيدة اشتراكية عروبية . ماذا جلبوا على اليمن . الخراب والدمار .
السودان . خليط ايديلوجي غريب . مزج القومية مع الدين . ورفض التنوع . مما أدى ﻹنقسام السودان وقد يترتب عنه أشياء أخرى .
وحتى الدول التي لم تصل القومية فيها الى ذاك الحد الذي يجعلها تتخرب بشكل تام . تجد اقتصاداتهم مدمرة وهشة .
ترى ما سبب دمار هؤلاء الشعوب ومعاناتهم . بكل بساطة وأقسم بعزة جلال الله على ذلك . أن السبب هو عدم إيمانهم بأيات ربهم . وخصوصا أية .
" وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ " (الروم:22)
لو أنهم كانوا يؤمنون بأيات الله عمليا ولا يعادون التنوع . ويتقبلون أحكامه وأياته . لكانت حياتهم وبلدانهم في نعيم وسلام وتنمية .
قال تعالى: " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" 96 الأعراف،
وكذلك حكم الله على كل الذين لا يؤمنون بأيات ربهم بتطبيقها على أرض الواقع . حكم عليهم بالشتات . مسلمهم وكافرهم .
قل سيروا في اﻷرض فانظروا ...
ماذا جلب هتلر النازي اﻹقصائي الذي لا يؤمن بالتنوع . ماذا جلب على بلده وأوربا قاطبة . الهلاك والدمار والخراب .
الصرب خربوا أوطانهم . ميلوزوفيتش ...
الخمير الحمر في أسيا . أنهارا من الدماء والخراب بسبب رفض التنوع .
وكذلك كان حكم الله على الذين لا يؤمنون بأياته .
ولكن حينما أمنت ألمانيا الكافرة المؤمنة ببعض أيات ربها عمليا من حيث لا تدري . حينما أمنت بإحقاق الحق . والعدل واﻹيمان بالتنوع واختلاف اﻷلسن . أحياهم الله حياة طيبة في الحياة الدنيا . واقتصاد دولتهم يشري شعوبا بأكملها . اقتصاد قوي .
أمريكا كانت كافرة بالتنوع . ولا تعترف بالسود واﻹختلاف . فقامت الحرب اﻷهلية بسبب رفض الجنوب ﻹقرار قانون منع العبودية . فأذاقهم الله الويلات وقامت المذابح والحرب اﻷهلية . بسبب كفرهم بالتنوع . ثم في النهاية ألغيت العبودية وحكم من هم أقرب للحق . فأصبحت أمريكا أكبر امبراطورية عرفها العالم . منذ فجر الخليقة لم يكن على اﻷرض من يتحكم بها كليا .
وكذلك كان حكم الله على كل من رفض أو كفر بأياته في التنوع . وكذلك كان وعد الله بالخير . على من يؤمن بأياته في التنوع أو ينفذها عمليا ولو كان كافرا عقائديا . وعد من الله أن يحييهم حياة طيبة . نماء تقدم ازدهار سلام .
ومن أجل ذلك . لا يلزمنا أن ندرف الدموع لو رأينا بلداننا خرابا وأهالينا بين قتيل ويتيم ومسكين . قل هو من عند أنفسكم . ألستم من ترفضون التنوع . ألستم أول الواقفين ضد كل ما يعتبر تنوعا لسانيا أو ثقافيا .
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمران 165،ا