متولي إبراهيم صالح. إن بعض الحج إثم
أ ـ إنقاذ من سيموتون جوعا أو مرضا أو عريا أولى عند الله من حج الفريضة
حتى وإن كانوا غير مسلمين .. طالما أنهم مسالمون
الحج واجب وإنقاذ حياة الإنسان أوجب .. فإن تعارضا قدم الأوجب وأخر الواجب
لم يحسن الفهم عن الله من يتوهم أن من دين الله أن يحج البيت إنسان بنفقة لن ينقذ غيرها إنسانا آخر من الموت جوعا أو مرضا أو عريا
يا أيها الذين آمنوا اجتبوا كثيرا من الحج إن بعض الحج إثم
المعنى إنقاذ من تعلمون أنهم سيموتون ، فما لهؤلاء البعض لا يكادون يفقهون حديثا ؟
هلك المتنطعون .. فهاتان ليستا آيتين قرآنيتين .. بل كلمتا حق استلهمتهما من آيتين قرآنيتين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [49/الحجرات12])
(فَمَا لِهَؤُلاَءِ الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً [04/النساء78])
ب ـ يقول القرآن (إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ [16/النحل106])
1 ـ ومنه يجوز للمؤمن أن يظهر الكفر بلسانه وجوارحه مضطرا
2 ـ ومن يجوز له أن يظهر الكفر بلسانه وجوارحه يجوز له من باب أولى أن يتخلف عن حج الفريضة
3 ـ فذلك له حال الخشية على حياته وعليه حال الخشية على حياة من يهمه أمره
4 ـ وعن نفسي تهمني حياة كل أخ لي في الإنسانية مسالم لي مسلما كان أو غير مسلم
5 ـ وأراني مضطرا إلى إنقاذها إن استطعت ولو بنفقة حج فريضتي
6 ـ بل أراني يجوز لي إنقاذ حياة الكافر المسالم وليس غير المسلم أهل الفترة المعذور فقط بنفقة حج فريضتي لأن الله لم ينهني عن بره والإقساط إليه
7 ـ وفي ذلك يقول (لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [60/الممتحنة8])
8 ـ بل وحتى عندما نهانا عن الذين يقاتلوننا ويخرجوننا لم ينهنا عن كل البر بهم والإقساط إليهم إنما نهانا عن توليهم فقال (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ [60/الممتحنة9])
ج ـ ويقول القرآن (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ [04/النساء75])
1 ـ ومنه يجب على المستطيع أن يقاتل دفاعا عن المستضعفين مسلمين أو غير مسلمين
2 ـ ومن يجب عليه أن يخاطر بحياته دفاعا عن المستضعفين يجب عليه من باب أولى أن يتخلف عن حج الفريضة دفاعا عن حياتهم لأن تخلفه عن الحج أهون عند الله من مخاطرته بحياته
3 ـ والفقراء في بلاد العرب مستضعفون مستعبدون لأن النخب الحاكمة المستبدة الظالمة تحرمهم من الفرص المتكافئة في حياتهم وبالتالي تحرمهم من استثمار إمكاناتهم البشرية للحصول على حياة كريمة
د ـ لا مال لأحد ما لم يشبع الجائع .. ولا أمن لأحد ما لم يأمن الخائف
1 ـ معذور عند الله من يسرق ليدفع جوعه أو ليعالج مرضه أو ليجلب أمنه
2 ـ معذور من يسرق أو ينهب أو يخطف أو يغتصب لأجل ذلك
3 ـ وهو معذور إن قاوم من يمنعه من السرقة أو النهب أو الخطف أو الاغتصاب
هـ ـ لا نفقة لحج قبل استكمال نفقة الزكاة
1 ـ الزكاة تكافل اجتماعي حق للمحتاجين قدره حد الكفاية وليس نسبة مئوية ثابتة 2 ـ فمقتضى الحكمة حد كفاية للمحتاج لا دونه
3 ـ ولا يجوز لغني أن يدخر لنفقة الحج وهو يعلم أن نفقة جاره الفقير دون حد الكفاية
و ـ ردا على احمد الشوربجي
القضية حسن فهم عن الله وما يليق بكماله وما لا يليق عرفه من عرفه وجهله من جهله
1 ـ أرأيت مريضا يحتاج إلى إجراء جراحة تنقذه من الموت ولا يملك تكلفة إجرائها ولا يمكنه من إجرائها ولا ينقذه من الموت إلا تكلفة حج فريضة هي معك إن دفعتها لإجراء الجراحة بدلا من الحج ؟
2 ـ أتظن أن الله يأمرك أن تنفق هذه التكلفة في أداء الفريضة وتدع هذا المريض يموت لأنه لا يملك تكلفة الجراحة التي تساوي تكلفة حجتك هذه ؟
3 ـ تعالى الله عن هذا الظن السيء علوا كبيرا
4 ـ ألا فاعلم أن تكلفة حجتك هذه حق لهذا المريض وإن حججت بها فقد اغتصبت حقه
(وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [51/الذاريات19])
(وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [70/المعارج24ـ25])
5 ـ والمال مال الله وأنت فيه مستخلف وفق مراد الله إن كنت تؤمن بالله
6 ـ ومراد الله أن هذه التكلفة حق لهذا المريض أمانة في يدك
(إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [04/النساء58])
هذا هو معنى المنشور ومعنى منشور سابق كما بالتعليق الأول التاليا
Wednesday, July 18, 2018
ان بعض الحج اثم
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment